الاستراحة
سر صورة " عمر سليمان " المثيرة للجدل المتداولة في ذكرى وفاته
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– حالة من الجدل شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بسبب اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، والذي شغل منصب مدير المخابرات العامة المصرية، وذلك تزامناً مع ذكرى الإعلان عن رحيله قبل نحو 7 سنوات. وسبب الجدل يعود إلى صورة تداولها مستخدمون عبر موقعي “فيسبوك” و”تويتر” ادعوا فيها أنه “لا يزال على قيد الحياة” بينما رد البعض بنفي الأمر، مستندين إلى نبأ موته والجنازة العسكرية التي أقيمت له في مصر عام 2012.
ويظهر في الصورة المتداولة شخص جالس على كرسي يحتسي مشروبا ويمسك بهاتف وضعه على أذنه، بينما كان يرتدي بدلة، دون أن تظهر ملامح مفصلة تكشف عن المكان الذي تواجد فيه.
وجاء اسم عمر سليمان ضمن الكلمات الأكثر بحثا على محرك البحث الشهير Googleفي نطاق مصر بسبب تلك الصورة المتداولة، إذ يبحث المستخدمون عن حقيقتها وتاريخ نشرها وما قد يتوافر لهم من قصة بشأنها، علماً بأنه لا يمكن التأكد من صحة أي قصة متداولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
صورة عمر سليمان اللي منتشره وناس بتسف وناس بتقول عايش وناس بتقول ميت، قديمه فشخ وماسك موبايل نوكيا في الصوره منقرض أساسا اللي هو رجع طيب من الموت وفايته إن في سمارت فونز وإننا في 2018 بالنسبة لراجل دؤرم وذكي يعني وﻻ إيه الكلام يا ملوك نظريات المؤامره؟!ً
وقبل عدة أشهر، ادعى الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء محمود زاهر، الذي سبق وخدم مع مدير المخابرات العامة الأسبق، حينما كان رئيس أركان اللواء 116 التابع للجيش، أن “سليمان استشهد في سوريا”، حسبما تحدث في لقاء تليفزيوني على قناة خاصة تسمى “LTC“.
وجاء في حديث زاهر أن سليمان “استشهد في سوريا في مركز المخابرات السوري، ومعه مجموعة ضخمة من عناصر مخابرات العديد من الدول، وبخيانة داخل المركز تم تفجيره واستشهد في هذه الواقعة”، على حد تعبيره. ولفت إلى أن الكثيرين نصحوه بألا يتحدث عن هذا الأمر.
وعام 2012، نفى اللواء حسين كمال، سكرتير عمر سليمان، ما تردد حول مقتل الأخير في تفجير دمشق، والذي قتل فيه وزير الدفاع السوري وصهر الرئيس بشار الاسد، وعدد آخر من المسؤولين السوريين.
ونقل موقع “أخبار مصر” التابع للتلفزيون الحكومي عن كمال قوله لصحيفة “الأخبار” المصرية، آنذاك إن “مثل هذه الاكاذيب لا تحتاج الى الرد عليها وهناك الكثير ممن يحاولون تشويه صورة عمر سليمان،” مضيفاً أنه “لم يكن في سوريا إطلاقا”.
وقال كمال إن “سليمان توفى بطريقة طبيعية، ولا توجد معلومة مؤكدة حتى الآن تشير إلى محاولات لاغتياله”، مشيراً إلى أن عمر سليمان “فقد الكثير من وزنه وأصابته حالة اكتئاب، وأصيب بضعف في عضلة القلب ومياه على الرئة ونصحه الأطباء بالسفر إلى كليفلاند بالولايات المتحدة للقضاء على المشكلة تماما، إلا أن حالته تدهورت بشكل مفاجئ ووافته المنية هناك”.
وجاء نبأ وفاة سليمان، في ساعة مبكرة من صباح الخميس 19 يوليو/ تموز 2012، في أحد المستشفيات بالولايات المتحدة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء المصرية الرسمية، آنذاك.
وقد توفى سليمان فى مستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة، حيث كان قد أصيب بمرض في الرئة منذ بضعة أشهر، ثم حدثت له مشاكل في القلب، وتدهورت صحته بشكل مفاجئ خلال 3 أسابيع، ما استدعى نقله- حينها- إلى مستشفى كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية للعلاج، إلى أن توفى عن عمر ناهز 76 عاما.
ونقلت وكالة الأنباء المصرية عن مصدر دبلوماسي بواشنطن، قوله إن السفارة المصرية بأمريكا تقوم حاليا بإجراءات نقل جثمان عمر سليمان إلى مصر، مشيرا إلى أن “اثنتين من كريماته كانتا ترافقانه في واشنطن”.
وعين الرئيس المصري الأسبق مبارك سليمان نائبا له قبل أيام من تخليه عن حكم البلاد جراء ثورة 25 يناير/ كانون الثاني عام 2011، وكان يشغل قبل ذلك منصب مدير المخابرات، وعرف عنه غموضه، وشخصيته المؤثرة إقليميا.
وتولى عمر سليمان، المولود عام 1936، منصب المدير العام للمخابرات المصرية نحو 20 عاماً، وتحديداً منذ عام 1993، ويعتبر المحاور الرئيسي للأمريكيين، الذين التقوه أكثر مما التقوا بوزير الخارجية المصري.
وتناولت العديد من الوثائق المسربة على موقع “ويكيليكس” اسم عمر سليمان بوصفه الرئيس الانتقالي المحتمل بعد “تنحي مبارك”.
وتمتع سليمان بعلاقات متينة مع العديد من المؤسسات الأمنية في العالم، وكان له علاقات قوية مع الدول العربية، وحظي بقبول عند رموز الحكم في الدول العربية.
وارتبط اسمه كذلك في اللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين، إضافة إلى المحادثات الفلسطينية الفلسطينية، حيث تولى ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس إثر سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.