القصة الكاملة لـ " فتاة السقالة " .. الكميائية التى تحول وفاتها لهشتاج "حق أميرة"!!
في صبيحة ذات ليلة استيقظت فتاة عشرينية تعمل كيميائية بجامعة الاسكندرية كعادتها، من أجل التوجه لمقر عملها بكلية طب الأسنان، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فبينما كانت تسير في أمان الله، انهارت عليها على حين غفلة سقالة مُحملة بكل ما لذ وطاب من حديد وغيره من المواد، ليبدأ من بعدها فصلٌ جديد في حياتها ملئٌ بالمعاناة والآلالم ، وسط محاولات من الأطباء لإنقاذ الموقف.
تلك القصةٌ دارت تفاصيلها قبل نحو 3 أشهر داخل أروقة كلية طب أسنان جامعة الإسكندرية، وكُتب المشهد الأخير لها قبل ساعات قليلة، بعدما لفظت الكيميائية الشابة أنفاسها الأخيرة وفاضت روحها إلى بارئها، فـ “سقالة الموت” لم تكتف بتهشيم عظامها وحسب، ولكنها قررت أن تكتب نهايةً لحياتها.
“فتاة السقالة”.. تُدعى أميرة حنفي، هي كيميائية وموظفة بجامعة الإسكندرية، نعاها الكثيرون بعدما وافتها المنية أمس الجمعة، إثر صراع لم يدم طويلًا مع آلامها ففي غضون شهور قليلة انتهت رحلتها في الحياة بسبب إهمال أحدهم.
تعود تفاصيل القصة لـ نوفمبر الماضي؛ فمع دقات التاسعة من صباح ذاك اليوم توجهت “أميرة” لمقر عملها بالمجمع الطبي بالإسكندرية، وأثناء عبورها أحد ممرات كلية طب الأسنان وقعت سقالة تحمل أطنانًا من الأحمال عليها، فتسببت في تهتك فقرات في ظهرها وقطع النخاع الشوكي وإصابات أخرى كثيرة، الزمتها الفراش وجعلتها تخضع للعديد من العمليات الجراحية، علهّا تستعيد عافيتها، وشبابها الذي ضاع تحت انقاض تلك “السقالة”..
أثار ما حدث للشابة الكيميائية غضب الجميع، وانتفض رواد مواقع التواصل الاجتماعي يطالبون بعودة حقها، فدشنوا هاشتاج “حق أميرة”، وسرعان ما انتشر بقوة كالنار في الهشيم، بعدما ابكت قصتها قلوب الكثيرين.
لم تكن مهمة إخبار والدة “أميرة” بنبأ ما تعرضت له صغيرتها هينًا على الإطلاق، خاصًة وأنها كانت تهيئ نفسها لقرب موعد زفافها، ولكن لم يكن هناك مفر فلابد من تبرير سبب غياب نجلتها عن البيت، وهنا قرر شقيقها وباقي أفراد الأسرة أن يقولوا لها بأن “أميرة” اصيبت بكسر في الذراع والساق وتتلقى العلاج في المستشفى، ورغم محاولتهم تهوين الأمر على الأم القعيدة إلا أن هذا الخبر وقع على مسامعها كالصاعقة، وتسبب لها في اعوجاج في منطقة الفك، -بحسب رواية مصطفى حنفي شقيق الشابة الكيميائية حينها-.
“الاصابة شديدة نتيجة إهمال المقاول الذي وضع أحمالًا أضعاف تلك التي كان من المفترض أن توضع من طوب أخشاب وحديد”؛ بتلك العبارة استكمل شقيق “أميرة” وصف ما ألم بأخته ذاك اليوم خلال مداخلة هاتفية متلفزة له، حيث تابع حديثه باكيًا: “السقالة مش وقعت عليها وعورتها هي وقعت عليها وبططتها..أنا شايفها مشلولة .. خبينا على أمها القعيدة وقلنا لها دراعها ورجلها مكسورين ولما عرفت بالخبر بُقها اتعوج هي مريضة وعاملة عملية قلب مفتوح”.
ووصف حالة اخته حينها قائلًا:”رغم تلقي شقيقتي للعلاج إلا أنه بسبب الإهمال كشفت التقارير الطبية عن اصابتها بشلل نصفي، وتبول لا إرادي، وإخراج لا إرادي..”، وقتها لم يطلب شقيقها اي تعويض فقط كان كل ما ينادي به هو علاجها على نفقة الدولة، مشيدًا في الوقت ذاته باهتمام رئيس جامعة الاسكندرية حينها بأمر أخته.
أعلن عميد كلية الطب الدكتور وائل نبيل، أن الجامعة ستتكفل بكافة مصاريف علاج “أميرة”، حيث تابع قائلًا: “هي بنت كلية الطب، واخبرت خطيبها أننا سنتكفل بتكاليف لعلاجها كما أن رئيس الجامعة اتفق مع شركة المقاولات التي تجري ترميمات في كلية طب الأسنان بالتكفل باي مصاريف في حال حاجة ابنتنا للسفر للخارج”.
وفي 23 نوفمبر توجه الدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية للإطمئنان على حالة “أميرة” الموظفة بكلية الطب بعد تعرضها للإصابة إثر سقوط سقالة أثناء مرورها خلال هذا التوقيت بالكلية، وتم إدخالها على إثرها وحدة الطوارىء بالمستشفى الرئيسى الجامعى، في محاولة لإسعافات.
وبسبب ما آل لأميرة وجه “قنصوة” حينها الإدارة الهندسية بالجامعة بعمل حصر لكافة المنشآت المتهالكة بالكليات، واتخاذ إجراءات إحتياطية أثناء القيام بأعمال الصيانة خلال فترة سوء الأحوال الجوية..
ظلت “أميرة” قابعة بمستشفى “ناريمان” تتلقى العلاج، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كما أجريت لها عدد من العمليات، علّ صحتها تتحسن.
إلا أنه قبل ساعات اتخذت قصة “فتاة السقالة” منحنيًا دراميًا جديدًا وصادمًا ايضًا حيث دونت نقابة المهن العلمية بالاسكندرية، منشورًا تنعي فيه “أميرة” التي فارقت الحياة بعد صراع مع آلامها جاء نصه: “ببالغ الحزن ننعي عروس الجنة الدكتورة أميرة حنفي الكيميائية..”.