عاجل

الشعور بالعجز ورمز البراءة للأطفال في”بعد ذلك لن يحدث شيء”

 

يأتي الفيلم السوداني “بعد ذلك لن يحدث شيء” للمخرج إبراهيم عمر الذي يشهد عرضه العربي الأول في الدورة الخامسة وأربعين بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي (13 – 22 نوفمبر) محملًا بالرمزيات وهو الذي يحكي قصة مفجعة عن عائلة تحاول العثور على مكان راحة أخير لطفلها الوحيد المتوفى حديثًا، مسلطًا الضوء الشعور العام بالعجز الذي يسيطر على الفيلم، ورمزية الشخصيات والأماكن داخل الأحداث.

 

خلال مدة الفيلم القصيرة، 12 دقيقة فقط، ينجح المخرج إبراهيم عمر في إيصال شحنة المشاعر وطرح الأسئلة المطلوبة وذلك من خلال اختيار مواقع تصوير ضيقة ومنها المتهالك مثل المنزل والمستشفى ليعكس الإحساس بالضيق الذي يشعر به أبطال الفيلم خلال بحثهم عن مكان لدفن الطفل الصغير دون جدوى، ومواجهتهم لأزمة تحتم عليهم تأجيل دفنه وكأنهم لا يستحقون أقل حق يمتاز به الإنسان.

 

ومن خلال السيناريو، فإن قصة وفاة طفل صغير وعدم إيجاد مكان لدفنه في ذاتها تحمل الرمزية الأكبر في الفيلم. دائمًا ما يرمز الأطفال إلى البراءة والحب غير المشروط، وهو ما يريد المخرج هنا أن يقول أنهم قد انتهوا ولم يعد لهم وجود وسط قسوة العالم. أما بالنسبة للمعضلة الأكبر في الفيلم والتي تتمثل في عدم وجود مكان ليضم جسده وانتهاء الفيلم بمشهد حفظهم له في الثلاجة، وهو ما فيه من مهانة وعجز والوقوف أمام حقيقة أن القسوة لم تعد تترك مجالًا لأي مشاعر أخرى نبيلة.

 

طرح المخرج أسئلة متعددة دون أن ينطق بكلمة واحدة مع تضمين العديد من الصور الثابتة، مثل تلك التي تبكي فيها امرأة بصمت تحت صورة مريم والمسيح – تحدث ألف كلمة بدلاً من ذلك. قدسية المتوفى، وحزن الأم، وعجز الأب، ومستقبل الطفل الذي توقف فجأة؛ كل ذلك يتم التغاضي عنه بسبب لامبالاة البيروقراطية وظلم النظام. ويخيم شعور ساحق بالعدم على الفيلم بأكمله.

ظهرت المقالة الشعور بالعجز ورمز البراءة للأطفال في”بعد ذلك لن يحدث شيء” أولاً على جريدة المساء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى