صاحب الأحلام العابرة: الأرض أرضى.. وفلسطين بلدى.. و النهاية المفتوحة لأترك السيناريو للمشاهد
المخرج رشيد مشهراوى: عرض فيلمى فى مهرجان القاهرة.. سيفتح له أبواب المهرجانات العالمية
تظل السينما الفلسطينية هى وسيلة الدعاية الأولى لقضيتها التى مرت عليها عقود طويلة، ولم تنته بحلول إيجابية تنصف الشعب المغلوب على أمره من فلول الإحتلال القسري.. وإزاء أساليب القمع المستمرة، أدرك عدد من السينمائيين أهمية السينما التى تعكس جزءًا من حال مواطنى فلسطين المقهورين، من بينهم المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوي، فتحولت أفلامه إلى ما أشبه بالبندقية التى تطلق قذيفتها فى وجه المحتل بسبب ما يطرحه من حال أبناء شعبه والذى يعانى من أمور كثيرة منها صعوبات فى التنقل من مدينة لأخري، وعلى مدار 30 عاماً أصبح مشهراوى جزءًا من القضية بأطروحاته السينمائية والتى ظهرت مع أول أفلامه «حتى إشعاراً أخر» والذى عرض فى مهرجان القاهرة السينمائى عام 1994 وفاز معه بجائزة الهرم الذهبى كأفضل فيلم محدثاً ضجة إعلامية دولية، ويعود مشهراوى اليوم بفيلمه الجديد «أحلام عابرة» لينافس فى المسابقة الدولية الرسمية للمهرجان، وإن كان هدفه ليس الفوز بقدر أن يصل صوته لكل أنحاء العالم مستغلاً مكانة مهرجان القاهرة السينمائى كبداية نقطة إنطلاق أولى للآخر.
يقول المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوي: تشرفت بأن يعرض فيلمى الروائى الطويل «أحلام عابرة» فى مهرجان القاهرة السينمائي كأول عرض عالمى له، كما شرفتنى إدارة المهرجان بعرض الفيلم فى ليلة افتتاح المهرجان، وسيرتبط ذلك بالفيلم عند تنقلاته فى المهرجانات السينمائية مما سيزيد من ثقله فى اى مهرجان آخر يصل إليه، وقد تم تصويره بين مدن فلسطين التاريخية بيت لحم وحيفا والقدس، وإن كانت بداية التصوير فى مخيم للاجئين بالضفة الغربية.
«يوم وليلة»
وقال: تدور الأحداث فى فترة زمنية قصيرة ما بين يوم وليلة، حول طفل يبحث عن حمامه الزاجل المفقود بصحبة عمه، فيتنقل مع داخل المدن الفلسطينية، وقد كانت قصة الفيلم حجة لكى أطوف فى أماكن ومناطق تاريخية من أجل أن أعبر عن ثقافة بلدى وعاداته وتقاليده للعالم ، فلم يكن التصوير فى ساحة كنيسة المهد ببيت لحم أو القدس القديمة مصادفة، بل لإنها مناطق ترمز لفلسطين القديمة فلسطين التاريخ العريق، والطواف بها يعبر عن رحلة البحث عن فلسطين الوطن.
يضيف المشهراوى : أردت أن أبرز للمشاهد أيضاً العراقيل الدائمة فى التنقل ما بين المدن الفلسطينية، إذ ممنوع على ساكنى الضفة الغربية أن يذهبوا للقدس، كما ان هناك حواجز أمنية عديدة على الطرق تجعل الوصول لمبتغاك أكثر صعوبة، ولكننا والحمد لله تمكنا من ان نتجاوز كل تلك الامور وبدون التصاريح، إذ تمكنا من التحايل عليهم وتهريب فريق الفيلم من ابطال وفنيين بطرق أخري.
«النهاية مفتوحة»
يكشف عن معاناته فى تصوير الفيلم قائلا: التصوير داخل فلسطين ليس سهلاً كما يعتقد البعض، فهناك صعوبة فى التنقل بمعدات التصوير وبطاقم التصوير كله إلى جانب تصاريح التصوير، وبالنسبة لى أرفض الحصول على تصاريح للتصوير من الاحتلال، لأننى أؤمن أن تلك الأرض أرضى والبلد بلدي، وعندما أحصل على تلك التصاريح كأننى أعترف بالكيان المحتل، فلم أحصل فى حياتى وطوال عملى فى السينما على أى تصريح للتصوير منهم ، برغم أن حرية التنقل ليست مكفولة لنا، وأعترف أننى لم أتواجد فى تلك المدن فترة طويلة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التى تفاجئك أثناء التصوير، لذا قمت ببناء ديكورات تشبه تلك المناطق، واستعنت بممثلين شباب من أبناء فلسطين، والذين تواجدوا فى مشاهد الفيلم كجنود وتمكنوا من تجسيد عجرفة الجندى الإسرائيلى فى تعاملاته معنا عند الحواجز الأمنية المنصوبة فى كل مكان.
وأكد رشيد مشهراوى أنه جعل النهاية مفتوحة لكى يترك لجمهور مشاهدى الفيلم بأن يضع اقتراحاته أو تفسيره لنهاية الفيلم، خاصة أن الحمام الزاجل هو رمزية للبحث عن الوطن والإبقاء عليه وهى لغة سينمائية متعارف عليها للتعبير عن أمور أخري، ففى أفلامى لا أبحث عن التعاطف مع قضيتنا، لأن القضية تخطت عشرات من سنوات القهر والظلم والكل يشعر بها، فصراعنا صراع وجودى والحفاظ على ثقافة المجتمع والهوية الفلسطينية الاصيلة.