المؤرخ عبدالرحمن الرافعى.. جبرتى مصر الحديثة
يعده المؤرخون ورجال الفكر والثقافة والصحافة أنه المفكر العالمى الذى أجاد زيارة التاريخ وعاش فى زمان زياراته وتعمق فيها وعاش حياته ينقب وينبش فى كنوز تاريخنا عبر وثائقه.. فقد كان متيماً بتاريخ مصر فى القرنين الماضيين، ونذر قلمه وعلمه وفكره لتسجيل هذا التاريخ وصفحاته وترك للملايين من القراء والمؤرخين بحق والمستشرقين الحكم فى النهاية على أعماله.. فقد رفع الغبار– وهذا يحسب له أمام منتقديه– عن كثير من سطور تاريخ مصر السياسى والحركة القومية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لينير الطريق لراغبى العلم والتوثيق وقراءة تاريخنا بمنظور عصرى بعيداً عن التحيز والإهدار.. ونال بجدارة ما وصفه به المؤرخون بأنه تفوق على مدرسة المقريزى وابن اياس والجبرتى، وحمل لقب «جبرتى مصر الحديثة» بما قدمه للمكتبة العربية والمصريين والأصول الحديثة لجذور تاريخنا المعاصر.. ولِمَ لا، وهو المؤرخ الوطنى الذى ولد فى زمان وعام طه حسين عميد الأدب العربى والأديب الكبير عباس محمود العقاد والأديب إبراهيم عبدالقادر المازنى، ووصفه أبناء جيله من المؤرخين والأكاديميين ورجال الأحزاب بأنه «غاندى التاريخ»، لأنه أبرز دعاة «اللاعنف» نسبة إلى الزعيم الهندى المهاتما غاندى «الثورى الهادئ»، ووصفوه أيضاً بـ «عاشق الصحافة والسياسة» المتجول فى الشارع السياسى ما بين المحاماة كفارس للقانون والصحافة كمغرم، ورئيس تحرير والحركة الوطنية العاشق لمصطفى كامل زعيم الحزب الوطنى وصديقه محمد فريد.. ولم يكن نقل رفاته بعد وفاته إلى ضريح مصطفى كامل مع الزعيم محمد فريد من فراغ، بل ان الثلاثة شكلوا تاريخاً مميزاً فى الحركة الوطنية المصرية فى بداية القرن الـ 19، ووسط ملحمة «دنشواى» لفضح الاستعمار القديم البريطانى الذى جثم على أرض مصر أكثر من 75 عاماً، فقد كان نفسه واحداً من علامات نجاح مصطفى كامل ومحمد فريد فى تأسيس الحزب الوطنى وإصدار جريدة «اللواء» لسان حال الحزب.
ورغم أن كتبه التاريخية لم تسلم من الاتهام بالتحيز لانتمائه للحزب الوطنى، لكن هذا تم الرد عليه بأن كتبه حظيت بالانتشار فى تناولها فى تاريخنا الحديث، ويعد المناضل عبدالرحمن الرافعى واحداً من الذين يتجه إليهم أى باحث عن كنوز تاريخنا المعاصر.
إنه الشيخ عبداللطيف مصطفى عبدالقادر الرافعى هذا اسمه كاملاً وكان يعمل مع والده فى ملف الإفتاء، الذى يعد من أبناء جيله، إنه واحد من الذين تأثروا بالزعيم الوطنى مصطفى كامل عند تأسيس حزبه عام 1908 ودخل مجلس النواب عن دائرة المنصورة عام 1923 عطفاً على مشاركته فى ثورة 1919م، وغاب عن الحياة النيابية انسحاباً منها 14 عاماً ثم عاد إلى مجلس الشيوخ عام 1951 قبل قيام ثورة يوليو 52، ومع الثورة كان أحد أشد المؤيدين لها وتم اختياره نقيباً للمحامين عام 1954، وكان شجاعاً فى مواجهة منتقديه لقبول المنصب.
كان عبدالرحمن الرافعى يعتبر الكتابة عن تاريخ مصر من معارك الوطنية الخالصة وهو ما لفت إليه زعماء الحركة الوطنية المصرية وتحديداً الزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد، وكان هذا الاتجاه متخمراً لديه أن كتابة التاريخ مهمة قومية حتى لا يحدث تزييف لتاريخنا أو نهب وثائقه، وبالتالى رغم انشغاله بالمحاماة وافتتاحه لمكتب فى القاهرة وآخر فى الزقازيق وثالث بالمنصورة، ومع حبه للصحافة والمحاماه وصف بأنه يحمل القلم فى يد.. وفى الأخرى ميزان العدالة.. ومن هنا شارك مع الثورة عام 1952 فى إعداد دستور 1953 وتولى مناصب عديدة منذ مولده فى 8 فبراير 1889 وحتى وفاته فى 3 ديسمبر 1966 فى رحلة كتابة تاريخ وكفاح وطن، وها هو يمر 135 عاماً على مولده، و58 عاماً على وفاته.
ينتمى الرافعى إلى تلك المدرسة من المؤرخين التى تصدت بالدفاع عن تاريخ الوطن والانتماء الأصيل له، وسيظل ما تركه من إرث حضارى فى كتبه ومراجعه التاريخية نبراساً حياً يهتدى بخطواته الباحثة عن المعلومات التاريخية فى فترة مهمة من تاريخنا المعاصر، الذى اهتم به وهو المتخرج فى كلية الحقوق عام 1908 وعمل محرراً وكاتباً بجريدة «اللواء» فى عام تأسيس الحزب الذى انتمى إليه وشارك فى جريدة «القاهرة» عام 1952 كما عُين بقرار من الرئيس جمال عبدالناصر عضواً بالمجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية وكرمته الدولة المصرية بمنحه جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية تزامنًا مع قوانين يوليو الاشتراكية التى كان أحد المشاركين فى إصدارها عام 1961، كما كرمه الرئيس أنور السادات بعد وفاته عام 1980 بقلادة النيل، ويبقى حياً فى كتب التاريخ التى تزين مكتبات مصر والشرق ومن بينها «عصر محمد على، الثورة العرابية، مصطفى كامل باعث الحركة الوطنية، ثورة يوليو 1952» وغيرها من درر الكتب التاريخية التى تملأ مكتباتنا العامة فى كل المجالات.
هو المؤرخ الذى قادت مدرسته الرد بواقع عملى على لجان الأجانب لكتابة تاريخ مصر الذين اختارهم الملك فؤاد لكتابة التاريخ وفتح لهم خزائنه بالوثائق فى قصر عابدين، إضافة إلى ما تم جمعه من أوروبا وأمريكا وتركيا، وكان من بين أعضاء هذه اللجنة دورويل، شارك دوا، ساماركو، كرابيتس وغيرهم.
جاءت المدرسة المصرية التى ينتمى إليها للتوضيح والتدقيق، التى ضمت شفيق غربال ومحمد صبرى السربونى، إضافة إلى المؤرخ المناضل عبدالرحمن الرافعى.
النشأة
ولد عبدالرحمن الرافعى فى حى الخليفة فى القاهرة وتفتحت عيناه على كتب الأزهر الشريف متأثراً بوالده الشيخ عبداللطيف مصطفى عبدالقادر الرافعى، الذى كان قد وصل إلى مرتبة رفيعة فى سلك الإفتاء وهو الثالث بين أربعة اخوة بينهم شقيقه أمين الذى لمع فى الصحافة، التحق بالمدرسة الابتدائية فى الزقازيق عام 1895 وعاد مع والده عندما انتقل إلى القاهرة، قبل أن ينتقل مرة أخرى إلى الاسكندرية، حيث كان يعمل قاضياً والتحق بها بمدرسة رأس التين الابتدائية التى تخرج فيها عام 1898 منهياً المرحلة الثانوية عام 1904 وهى الامتحانات التى حضرها فى القطر المصرى 279 طالباً، نجح منهم 126 وحصل على المركز الأول فى هذا الامتحان الطالب عبدالحميد بدوى، والثانى أديب شاهين ومحمد صادق حسين، وعبدالرحمن الرافعى الثالث مكرر.
ومع عودة العائلة للقاهرة، التحق بالجامعة من بوابة كلية الحقوق، ووسط حماس الحركة الوطنية المصرية ودخول عناصر جديدة فيها يتقدمهم الزعيم الشاب وقتها مصطفى كامل، وكانت زيارته لمصطفى كامل بداية التأثر بالروح الوطنية والانضمام إلى الحزب وأفكاره، ومع تخرجه عمل بالمحاماة.. وخلال هذه الاثناء دعاه الزعيم محمد فريد للكتابة فى جريدة «اللواء» ويعمل بالمحاماة فى نفس الوقت عبر مكاتب ثلاثة فى المنصورة والزقازيق والقاهرة.
مع ثورة سعد زغلول عام 1919، لم يغب الرافعى عن المشاركة فيها وكان له نشاط سياسى واضح كما يقول الكاتب الكبير مصطفى أمين فى «الكتاب الممنوع» وعلى اثر الإعداد للانتخابات البرلمانية، دخل عام 1923 الانتخابات فى دائرة المنصورة وهو المجلس الذى لم يدم طويلاً مع استقالة سعد زغلول من رئاسة الحكومة، وما لبث ان عاد إلى المجلس عام 1925 وهو المجلس الذى لم يكد يجتمع فى 23 مارس من العام نفسه، حتى تم حله فى نفس اليوم فى مرحلة ارتباك بين القصر والمندوب السامى والشارع السياسى والحزبى فى ذلك الوقت أيام اسماعيل صدقى.
أمام حالة الارتباك، انسحب الرافعى ولم يعد إلا بعد 14 عاماً من عام 38 إلى 1951 مروراً باندلاع الحرب العالمية الثانية وحرب العلمين والنكبة عام 1948 وقبلها تأسيس الأمم المتحدة، وعاد عام 1951 عضواً بالشيوخ بالتزكية.
هناك قصة تحكيها مضابط مجلس الشيوخ أيام إسماعيل صدقى، وهى أن عبدالرحمن الرافعى الشاب دخل البرلمان وعمره نحو «33 عاماً» متفوقًا فى المنصورة على المرشح الماضى من حزب الوفد بفرق صوت واحد.
عاش الرافعى إرهاصات حريق القاهرة وأحداث الاسماعيلية بين الشرطة وقوات الاحتلال، لتقوم بعدها بأشهر قليلة ثورة يوليو، ويتم اختياره نقيباً للمحامين بقرار من مجلس قيادة الثورة، وعضواً بلجنة إعداد الدستور عام 1953.
حياته فى الخليفة
كان الرافعى الذى ولد فى حى الخليفة رغم أن والده كان متنقلاً فى عدد من المواقع، إلا أن هذا الحى الشعبى الشهير ترك له آثاراً كثيرة، خاصة منزل جده الذى تربى فيه وهو جده لأمه محمود رضوان المعايرجى فى عطفة أبى دواود شارع درب الحصر، وكان لها أثر كبير فاق تأثره بحى الأنفوشى الذى عاش فيه لفترة على شاطئ الاسكندرية وكانت حياته بها مسحة حزن تأثر بها وهى وفاة والدته عام 1893 بعد ولادته بأربعة أعوام وهو فى منزل جده وعمره دون الخامسة، فعاش مع اخوته أحمد الأزهرى وأمين الصحفى وإبراهيم المهندس والثلاثة لم يعمروا طويلاً، وبعد الرافعى الذى توفى 1977 الذى طالت به الحياة بعد وفاة أشقائه.
ألحقه والده وهو فى سن صغيرة بالكُتاب عند الشيخ هلال، ومنها اكمل مسيرته التعليمية حتى حصوله على ليسانس الحقوق.
فى عام 1910 بينما كان قد اندمج فى الحركة الوطنية مع مصطفى كامل ومحمد فريد، سافر إلى أوروبا للمشاركة مع محمد فريد فى مؤتمراته بعد تركه مصر هرباً من السجن وظل على صلة بمصر بعد عودته حتى وفاته عام 1919 وكانت قد صار من أقطاب الحزب البارزين.
أصدر أول كتبه، بينما كان يكتبه على حلقات فى «اللواء» باسم «حقوق الشعب» عام 1912 وتزامن مع افتتاحه لمكاتبه للمحاماة التى كانت بمثابة مكاتب للحزب الوطنى أيضا، فظل مكتبه مفتوحاً 22 عاماً.
تزوج المؤرخ الرافعى من بنت خاله عائشة المعايرجى التى توفيت فى 15 يناير 1976 وأنجب منها 5 أبناء 4 بنات وولدا، واحد مات طفلاً، وكان وفاة زوجته بعد وفاته بعشر سنوات.
الرافعى وزيراً
تولى الرافعى وزير التموين فى وزارة حسين سرى باشا الائتلافية عام 1949 فى مرحلة ما بعد أحداث الطلبة وكوبرى الجامعة عام 1946 التى كان أحد قياداتها ابراهيم باشا شكرى مؤسس حزب العمل فى عهد الرئيس السادات، واختير وزيراً فى حكومة سرى رغم أن مؤلفاته كانت تنتقد العائلة المالكة وتذكر بعضاً من عيوبها، إلا أن الأمير عمر طوسون كان يرتبط به بعلاقة قوية يسودها الاحترام وكذلك الأمير محمد على الذى كان وكيلاً له فى جميع قضاياه عبر مكتبه الشهير فى شارع عدلى وكان مميزاً باحتلاله إحدى البنايات القديمة الكبرى وكانت مكتبته القانونية بهذا المكتب، مكاناً مميزاً للباحثين من فقهاء القانون والساسة وكان يفد عليه الدكتور محمد حسين هيكل رئيس تحرير «السياستين» اليومية والاسبوعية وكانوا يعتبرونه قبل تأسيس جريدة «القاهرة» عام 1953 أنه المؤرخ الذى يحمل القلم فى يد، ونيران العدالة فى اليد الأخرى.
فهو المؤرخ المرموق أحد أهم قادة التنوير فى مصر، وله بشهادة مرافقيه وأبناء جيله مساهمات جلية فى عملية التنوير وصياغة العقل المصرى.
يقول زوج ابنته المستشار حلمى السباعى شاهين فى أحد مقالاته الصحفية إن عبدالرحمن الرافعى أعطى كثيراً لمصر فى ساحات الفكر والتاريخ والسياسة، وأنه ساهم فى رفع الغبار عن كنوز تاريخنا وساهم فى حمايتها من الإهدار والتزييف.
وهذا فى الحقيقة فى سردية مسيرته الـ 77 عاماً أكثر من محطة نقف عندها، ليس بتفوقه فى البكالوريا مع أقرانه، لكنه على مدى أكثر من نصف قرن مع تخرجه عام 1908 نلمس دوره فى صياغة الحياة السياسية فى مصر ضد الاستعمار القديم، ففى عام 1926 وضع كتابه المميز عن تاريخ مصر المعاصر من خلال مئات المراجعات والتدقيق عبر المراجع بالمذكرات قبل اختياره سكرتيراً عاماً للحزب الوطنى عام 1932.
دعوته للشباب لقراءة تاريخ مصر
فى إحدى محطاته، نقف عند رسالته التى دعا فيها شباب مصر وتزخر المكتبة التاريخية المصرية بما تركه من إرث ثقافى يشع بنور الحقيقة حول تاريخ الوطن وهى:
> تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم فى مصر منذ الحملة الفرنسية حتى تولى محمد على عام 1805.
> تاريخ مصر القومى فى عصر محمد على حتى 1948.
> عصر إسماعيل وفيه يتحدث أيضا عن عهد عباس حلمى والخديو سعيد.
> الثورة العرابية والاحتلال الانجليزى 1882 إلى 1892.
> مصطفى كامل باعث الحركة الوطنية 1892/1908.
> محمد فريد رمز الإخلاص والتضحية «تاريخ مصر حتى ثورة 1919».
> ثورة 1919 خمسة أجزاء.
> مقدمات ثورة يوليو.
> ثورة يوليو فى سبع سنوات.
حبه للقراءة أثناء إقامته فى الاسكندرية فى حى الأنفوشى، كان يتردد على مقهى بالقرب من شارع رأس التين كان مالكها الحاج أحمد كان يبيع فيها الصحف، هذا الرجل اكتشف شغفه كطالب بكالوريا للاطلاع، فكان يقدم له الصحف وبينها صحيفة «اللواء» لمصطفى كامل.
وكان فى نفس الوقت قد نشأت بين الرافعى وأحمد فريد وجدى شقيق الزعيم محمد فريد صداقة امتدت بعد ذلك فى الحزب الوطنى حتى وفاة فريد، وعندما مات الرافعى وضعت رفاته فى نفس القبر فى الضريح الخاص بالزعيم مصطفى كامل.
من مقالاته
فى كتابها «انجلترا ومصر» أشارت المؤلفة كوالييث إلى بحث الرافعى حول مركز الصحافة فى مصر الذى عرضه بحضور الزعيم محمد فريد فى بروكسل عام 1910 فى المؤتمر الذى كان يجب أن يعقد فى باريس ورفضت فرنسا عقده إرضاء لبريطانيا، وعليه استأجر محمد فريد قطاراً خاصاً للمدعوين وعقد فى بروكسل بدلاً من باريس، وهو البحث الذى ألقاه نيابة عنه فؤاد بك حسين ونال استحسان الحضور.
أما المقال الذى تداوله الفرنسيون والانجليز فى ذلك الوقت وقد نشر فى مجلة «العلم» أول نوفمبر 1911 بعنوان «الوطنية الإنسانية كيف يفهمونها فى أوروبا» وضمنها فى أحد مؤلفاته عام 1914 ونشر فى دار الهلال.
وعندما أطلق طلعت باشا حرب دعوته لإنشاء بنك مصر، كتب عدة مقالات تشع وطنية واقتصاداً عام 1922 وأشهر مقاله «بنك مصر وبنوك بولوينا»، كما كتب عدة مقالات للدعوة لإنشاء الجمعيات بالاشتراك مع صديقه محمد أمين يوسف والد مصطفى وعلى أمين أصحاب «أخبار اليوم».
استقلال أم حماية؟!.. رفض معاهدة 36
انتقد بشكل قانونى وثقافة سياسية ثورية معاهدة 36 وكتب فى 26 سبتمبر فى نفس العام مقالاً على صفحتين فى جريدة «الأهرام» تحت عنوان «استقلال أم حماية» وضمنها كتاب وزعه بالمجان على عامة الشعب فى مصر.
مكتبة الرافعى
الرافعى الذى أرخ وغذَّى المكتبة المصرية بأفكاره وعلمه التاريخى، الذى يقف ضريحه فى القلعة شاهداً على وطنيته بوجود ثلاث من قيادات الحركة الوطنية فى قبر واحد مصطفى كامل ومحمد فريد وعبدالرحمن الرافعى، كانت مؤلفاته مشعل تنوير للمواطن منذ كان عمره «21 عاما» واستمر على ذلك حتى وفاته، وبلغ عدد مؤلفاته 36 كتاباً، وكانت له مكتبات، الأولى بمكتبه، والثانية ببدروم منزله.
رفضت أسرته بيع منزله العائلى لإسرائيل التى عرضت شراءه كمقر لسفارتها فى مصر، حيث رفضت الأسرة العرض الاسرائيلى وقالت بناته: نفضل الموت على أن نبيع «دار الوطنية» المصرية لإسرائيل، وهذا ما ذكره صهره زوج ابنته، مشيرا إلى أن اسرائيل عرضت الشراء بالعملة التى يريدونها والسعر الذى تحدده الأسرة، كما نشر فى جريدة «الأخبار» فى 16 أغسطس 1989.
رسائل ماجستير
لم يقف تناوله على مقالاته، بل امتد إلى إلى محراب الجامعة عبر رسائل الماجستير والدكتوراه ومنها رسالة المدرس المساعد بآداب بنها حمادة محمود احمد اسماعيل، التى نشرتها جريدتنا الغراء «الجمهورية» فى 13 فبراير 1986 عن الراحل الرافعى فكره وحياته، والتى أشرف عليها د.صلاح العقاد ود.رءوف عباس للباحث مع مرتبة الشرف الأولى بامتياز.
وفاته
بوفاة المؤرخ عبقرى التاريخ عبدالرحمن الرافعى، تطوى صفحة مميزة فى تاريخ مصر الوطنى لرمز علمى كبير ويمر 58 عاماً على وفاته و135 عاماً على ولادته، وتم تشييع جثمانه رسمياً وشعبياً فى حضور كبير إلى مثواه الأخير فى المقبرة التى احتضنت معه زعيمى الحركة الوطنية المصرية مصطفى كامل ومحمد فريد، مسجلاً اسماً مهماً وخالداً فى الدفاع عن تاريخ مصر وحضارتها على مدى 7 عقود وأكثر.