«قلبى ومفتاحه» ..دراما تلامس الواقع برؤية إنسانية عميقة

نجاح كبير وتواجد قوى خلال دراما رمضان استطاع مسلسل «قلبى ومفتاحه» بايقاعه الهادى والرومانسى ان يخط القلوب والجماهير لمتابعه العملى الدرامى الأهم خلال هذا الموسم، ونجح المخرج والمؤلف تامر محسن، المعروف بأسلوبه الدقيق فى السرد البصرى والاعتماد على الشخصيات العميقة. ان يقدم من خلال هذا العمل بصمه جديدة له من خلال دراما إنسانية تعرض قضايا العلاقات والتغيير الذاتي، ومن خلال رؤيته اظهر تفاصيل واقعية وبسيناريو متماسك.
اعتمد المخرج تامر محسن على الإيقاع الهادئ المتصاعد، حيث تجنب المبالغات الدرامية واظهر شخصياته ومابها من تراكمات نفسية بوضوح من خلال الحلقات مع موسيقى تصويرية رائعة جعلت المشاهد وخاصة بين آسر ياسين ومى عزالدين فى منتهى التناغم والرومانسية.
المسلسل ركز من خلال مشاهده الاول على شخصية رئيسية تعانى من صراع داخلى بين الماضى والحاضر. تتكشف طبقاتها تدريجيا من خلال مواقف يومية، حيث يبرز التناقض بين ما تريده وما تفرضه الظروف. وحتى الشخصيات الثانوية فى دراما تامر محسن تمتلك عمقا ودوافع خاصة ما يعزز واقعية المشاهد..فى مسلسل «قلبى ومفتاحه» تناولت قصة المسلسل عدداً من القضايا مثل الحب والخيانة، الغفران والتقبل، أو الصراع بين العقل والقلب.
تسليط الضوء على بعد نفسى واجتماعى يعكس جوانب من واقع الحياة العربية. ويجسد الممثل آسر ياسين شخصية محمد عزت، والذى استطاع ان يجذبنا لادائه الهادى وحضوره القوى والبسيط من خلال مشاهده حيث يقوم بدور سائق على ابليكشن توصيل وهو شاب فى الأربعينيات من عمره، يعيش تحت وطأة قرارات والدته التى ترفض كل محاولاته للزواج. يقدم ياسين شخصية هادئة ومتزنة، يتعامل مع التحديات بواقعية وعقلانية، ما يجعله ركيزة أساسية فى تطور الأحداث.
أما مى عز الدين، فتؤدى دور ميار، امرأة مطلقة ثلاث مرات تواجه ضغوطا اجتماعية وقانونية للحفاظ فى البدايه على بيتها وابنها و استقرار زواجها، الا ان زوجها اسعد الرجل العصبى المتهور يقوم بتطليقها ثلاث مرات . تقدم عز الدين شخصية قوية ومستقلة، لكنها فى الوقت نفسه مترددة، تتحرك بين الجرأة والخوف فى قراراتها لان ليس لها عائد مادى ولان اسرتها لا تدعمها فى أى شيء. ومن خلال أداء مليء بالحيوية والانفعالات المتباينة، تعكس صراع المرأة وصراع ميار بين التقاليد والعواطف.
وعلاقة ميار وعزت شخصيتين مختلفتين من جميع الاوجه فالعلاقة تتأرجح بين العقلانية والعاطفة، الا ان الحياة وتصاعد الاحداث معهما حيث تتطور من زواج قائم على الضرورة إلى ارتباط يحمل مشاعر متناقضة. هذا التفاعل بين شخصية محمد الهادئة وميار المندفعة يخلق ديناميكية درامية مشوقة، تعكس واقع العلاقات العاطفية والاجتماعية المعقدة فى المجتمع الشرقي.
بتجسيد متقن وحوار مشحون بالمشاعر، ينجح كل من آسر ياسين ومى عز الدين فى تقديم شخصيات تحمل أبعادا إنسانية عميقة.