ساعات والشهر الفضيل يغادر ومازلنا نستمتع بأجوائه ونعيش فيها وتعيش فينا فالمشاهد يلتف مساء حول الشاشة الصغيرة يتابع بانبهار الدراما الرمضانية وما يستطيع متابعتها من أعمال قدر استطاعته محاولا الأخذ بالمقولة المأثورة « ما لا يدرك كله لا يترك كله « وعلى رأس الأعمال التى جذبت الجمهور مسلسل «لام شمسية» الذى يحقق نجاحا لافتا، متصدراً المشهد بطرحه الشجاع لقضايا اجتماعية حساسة، أبرزها تأثير العلاقات الزوجية غير الصحية، وقضية التحرش الجنسى بالأطفال، فى إطار درامى يحمل رسائل توعوية هامة، ونجح العمل فى جذب الأنظار بفضل الحبكة الدرامية القوية، والتصعيد المتواصل للأحداث، ما جعل الجمهور يعيش حالة من الترقب والتفاعل مع الشخصيات والصراعات المتشابكة وينتظر بلهفة ما ستسفر عنه النهايات.
وشهد المسلسل الذى يذاع على قنوات dmc أداءً استثنائياً لعدد من النجوم، تألقت أمينة خليل فى تقديم شخصية «نيللي»، التى تواجه صراعاً شخصياً حاداً بعد اكتشاف خيانة زوجها، بينما خطفت يسرا اللوزى الأنظار بأداء معبر يجسّد التحولات النفسية العميقة لشخصية «رباب»، التى تعانى من تأثير السيطرة الزوجية قبل أن تستعيد ذاتها تدريجياً.
أما محمد شاهين فقد فاجأ الجمهور بأدائه القوى لشخصية «وسام»، مقدّماً دوراً معقداً مليئاً بالتناقضات، مما جعله محل إشادة النقاد والجمهور على حد سواء، وأثبت المخرج كريم الشناوى قدرته على تقديم عمل درامى متكامل، بتوظيف ذكى للكاميرا والإضاءة، ما ساهم فى إبراز أجواء التوتر النفسى والتشويق التى تسيطر على الأحداث.
بفضل هذه العناصر المتكاملة، استطاع «لام شمسية» أن يصبح حديث المشاهدين، متجاوزاً كونه مجرد مسلسل رمضاني، ليكون تجربة درامية تحمل رسالة إنسانية واجتماعية هادفة ونقطه فارقة لدور الدراما فى طرح القضايا الشائكة.
كاتبة العمل مريم نعوم تقول: ان المسلسل يناقش عدداً من القضايا الاجتماعية أهمها أنه يسلّط الضوء على قضية التحرش الجنسى بالأطفال، ويشدد على أهمية التوعية بهذه الجريمة رغم حساسيتها، لتفادى خلق صراعات نفسية واجتماعية تهدد استقرار العائلات، حيث يتم طرح هذه القضايا فى إطار اجتماعى توعوي وبلغة تناسب الأسرة دون خروج فقد كسرنا تابوهات كان من الصعب الاقتراب منها مثل قضية التحرش والأطفال لكن دون ان نخرج من السياق القيمى للمجتمع.
تضيف نعوم.. شهادة حق أقولها.. اظهرالفنان محمد شاهين، الذى بدأ مسيرته الفنية فى وقت مبكر، واستطاع أن يحقق قفزات كبيرة فى عالم التمثيل، ويثبت نفسه كأحد أبرز الوجوه ان التى تتمتع بقدرة على تقديم أدوار معقدة ومركبة، ومن أبرز أعماله التى سلطت الضوء على موهبته وأظهرت نضوجه الفنى هذا المسلسل الذى أثبت انه ممثل موهوب، ومتنوع الأداء، وجرئ فى اختياراته، وسيصل للنجوميه التى يستحقها، قريبا ودوره فى لام شمسية لفت النظر لحجم موهبته.
المخرج كريم الشناوى يكشف أنه راهن على نجاح الحلقات ونجح المسلسل من خلال نجاح نجومه فى تقمص الشخصيات وكان اداؤهم مميزا حيث أبدعت أمينة خليل فى تجسيد شخصية «نيللي»، التى تمر بأزمة عاطفية معقدة بينما أبهرت يسرا اللوزى الجمهور بأداء قوى يعكس التغيرات النفسية لشخصية «رباب»، التى تكافح للخروج من دائرة السيطرة الزوجية واستعادة استقلالها تدريجياً.
كما أن محمد شاهين صنع الفارق بتقديم أداء استثنائى فى قدرته على التحول والتفاعل مع مواقف مختلفة بمهارة عالية، مما جعله يثبت تطوراً كبيراً فى مستواه التمثيلى مقارنة بما قدمه فى بداياته، هذه التغييرات الواضحة فى طريقة أدائه وتقديمه للشخصيات المعقدة تؤكد نضوجه الفنى وتفوقه فى تقديم أدوار بعيدة عن النمط التقليدى وتفاعل الجمهور مع شخصية «وسام» كان قوياً جداً، حيث اعتبروا أن شاهين قدم واحداً من أدواره الأكثر تميزاً فى مشواره، كما أشاد النقاد بقدرته على تنويع الأداء والانتقال بين الشخصيات المختلفة بشكل سلس.
أكد أن تطور شاهين الفني، وتحقيقه لهذا النجاح الكبير فى «لام شمسية»، هو نتيجة حتمية لما بذله من جهد واستثمار فى موهبته، ليصبح اليوم واحداً من أبرز الأسماء فى عالم التمثيل المصري.
الفنان محمد شاهين أشاد بشخصية س «وسام»، أستاذ الأدب المقارن، المليئة بالتحديات، الذى دخل فى صراع داخلى مع نفسه ومع من حوله، فهى شخصية معقدة وغامضة، تتشابك فيها المشاعر والتناقضات، مما جعل الأدء مميز وأدخلت المشاهد فى حالة من التشويق والترقب طوال الأحداث.
أضاف لقد بذلت مجهودا كبيرا وقدمت عملا استثنائيا والحكم متروك للجمهور والنقاد وأتمنى أن تنال باقى الحلقات رضا الجمهور.
