أحمد أمين لـ “الجمهورية” «جايين الدنيا ننبسط».. والفن رسالته السعادة

اختلاف الأذواق سنة الحياة.. النصوص الجيدة أهم التحديات
أحببت الشخصية لأنه «بيحب الناس وبيكره الإنجليز»
أحمد أمين حالة فنية خاصة، فهو يمثل مدرسة فنية ولونًا متفردًا فى المرحلة الحالية وبين أبناء جيله، ومن تعاملوا معه أو اقتربوا منه يؤكدون حرصه الدائم على دعم أصدقائه ومساعدة من يؤمن بموهبته، مما جعله أحد أبرز مكتشفى الوجوه والأصوات الجديدة خلال السنوات الأخيرة، وأمين الذى تخرج فى كلية الفنون الجميلة وعمل فى الكثير من المجالات الفنية مثل التأليف والتمثيل والإخراج والرسوم المتحركة وعزف الموسيقى بدأ حياته بكتابة شعر العامية، وعرفه الجمهور من خلال فيديوهات قصيرة باسم «30 ثانية»، ثم برنامج «البلاتوه» الذى ساهم به فى تقديم وجوه واكتشاف أصوات جديدة فى التمثيل والكتابة، من بينهم رحمة أحمد وحاتم صلاح وغيرهما
أمين الفنان المثقف الواعي، يدرك جيدًا كيف يختار أعماله الفنية بذكاء ويغرد خارج سرب التقليدية كعادته. ومن خلال مسلسله الأخير «النص»، غاص فى تاريخ الحارة المصرية بقصة حقيقية حدثت عشرينيات القرن الماضى من «مذكرات نشال»، لكن مع تعديل فى السيناريو ليتحول النص لنشال تخصص فى سرقة المتعاونين مع الانجليز فقط «الجمهورية» التقت به للحديث عن المسلسل ونجاحه وكواليس العمل والتحديات التى واجهها أثناء التصوير وهل هناك جزء تاني، وظهوره كضيف شرف فى بعض الأعمال رغم نجوميته الطاغية وحبه للأطفال وتقديمه أعمالا لهم.
> متى بدأت التفكير فى تنفيذ فكرة كتاب «مذكرات نشال» فى عمل درامي؟
منذ ثلاث سنوات تقريبا وقررت خوض التجربة عندما اكتملت المعالجة الدرامية وتحولت إلى نص جاهز.
> ما الذى جذبك للدور وهل كان هناك شئ معين فى الشخصية التى لعبتها جعلك تتحمس لهذه التجربة؟
منذ أن عرض على صديقى المنتج محمد جبيلى الكتاب وقرأته.. أحببت شخصية عبد العزيز النص النشال الذكى واسع الحيلة شديد الحب لمن حوله بالإضافة طبعا إلى تميز وتفرد الشارع المصرى فى هذه الحقبة الثرية من تاريخ مصر.
وحتى استوعب الشخصية لجأت لقراءة ومشاهدة ما يخص عالم النشل والنشالين وتفاصيل الشارع المصرى فى تلك الحقبة.
> ما التحديات التى واجهتها اثناء التصوير وهل كان هناك مشاهد صعبة أو مواقف غير متوقعة؟
اعتقد أصعب المواقف كانت مشاهد التفجيرات والتى نفذت بشكل قريب جدا للواقع.
>كيف ترى تفاعل الجمهور مع شخصيتك و هل شعرت بأى ضغط من توقعاتهم؟
تفاعل الجمهور شيء يسعدنى جدا وفى النهاية الهدف بعد تقديم أى عمل أحبه وأصدقه أن ينال إعجاب الجمهور ويرتبطوا به.
> هل هناك مشهد أو لحظة فى المسلسل تعتبر الأبرز بالنسب لك؟
أحببت جدا لحظات ولقطات تجمع الفريق كامل فى التحضير للعمليات.. وهو أكثر ما يشجعنى على العمل على الجزء الثانى من النص بعد اكتمال فريقه.
> وكيف ترى التحديات التى يواجهها الممثلون فى صناعة الدراما اليوم؟
لا أظن أن الفترة الحالية تنفرد بتحديات خاصة على الممثلين فى صناعة الدراما.. أظن أنها نفس التحديات عبر الأجيال وهى إيجاد نصوص جيدة لقصص محكمة وتنفيذها بصدق يؤثر فى الجمهور ووجود قيمة أو دعوة للتغيير من وراء العمل.
> هل تغير الذوق العام للجمهور فى هذه الأيام؟
تغير الذوق يحدث تدريجيا باستمرار وهى سنة الحياة وخلاف بين الأجيال طوال الوقت.. السؤال هو هل تغير فى اتجاه ايجابى أم لا وكيف يمكن للفنان أن يقف على مسافة من مراعاة الذوق وتحسين الذوق فى نفس الوقت.
> وكيف تتعامل مع الضغوط المرتبطة بتصوير مسلسل فى رمضان بشكل خاص؟
لا شك أن العرض فى رمضان يفرض بعض الضغوط على جداول التصوير وأيضا كثرة الأعمال الدرامية تؤثر أحيانا على فرصة مشاهدة بعض المسلسلات.. وأحاول أن أكون مستعداً من قبل الموسم الرمضانى بفترة تخفف من حدة الضغط وتقلل من التنازلات من أجل الانتهاء من التصوير
> ما هو المختلف فى هذا المسلسل مقارنة مع أعمالك السابقه؟
المختلف فى مسلسل «النص» مقارنة بما قدمت من قبل هو أنه تشويق ممزوج بالكوميديا.. وأنه دراما تقوم على فريق مترابط.. وأن البطل أو الشخصية هذه المرة لنصاب ولكن به جانب انسانى دافئ.
> هل لديك طقوس أو روتين خاص بك قبل بداية التصوير؟
ليس لدى روتين خاص كل ما أحاول أن أفعله هو أن أكون فى حالة مزاجية جميلة وأحاول أن أعكسها على باقى العاملين والزملاء.. وأقول لهم دائما «احنا جايين الدنيا ننبسط» وهذه رسالة الفن.. السعادة.. إسعاد الناس.. حتى مناقشة قضاياهم لابد أن أتكون بشكل بعيد عن التعقيد.. نحن كصناع لا نعيش مع العمل المعروض على الشاشة ولكن نعيش شهوراً فى رحلة صناعته فيجب أن تكون رحلة ممتعة مليئة بالمحبة والذكريات الطيبة مهما كانت الظروف.
> ما الفارق فى الأداء ما بين أحمد امين فى «وراء الطبيعة» ثم «حاضر عن المتهم» ثم «جزيرة غمام» وأخيرا «النص»؟
أظن ان الفرق أنه كلما عملت أكثر تعلمت أكثر وازدادت خبرتي.. فمثلاً العمل مع مخرجين أكثر تعطى للممثل فرصة بتوجيهات افضل ومؤثرة.. وحتى فيما يتعلق بالكواليس وادارة العمل وحياتى تتحسن بالتعلم والوقت وبعض النضج.
> ما سبب موافقتك سابقا على الظهور كضيف شرف فى بعض الأعمال مثل «خلصانة بشياكة»، و»بدل الحدوتة تلاتة»، و فيلم «نادى الرجال السري»، وفى «برة المنهج»؟
الظهور كضيف شرف فرصة جميلة لتقديم شخصية مختلفة وجديدة وغريبة يستمتع بها حتى وإن كانت المساحة صغيرة وهو شيء ممتع جدا.. على سبيل المثال شخصية فيلم «برة المنهج» كانت مختلفة بالنسبة لى فهو شخص يبدو ذا قلب ميت ولكن فى الحقيقة بداخله أب وهكذا كل شخصية يكون لها اختلافها الجميل.. والأعمال التى أشارك فيها احبها واحب القائمين عليها واحب أن اكون جزءا منها ليس شرطاً أن اكون جزءا كبيرا.. واشعر أن الجمهور يحب المشاركة والتنوع وهو ما يجعلنى ارحب بالفكرة تحديداً فى الأعمال القائم عليها من أحبهم.
> درست الفنون الجميلة ثم عملت بالصحافة، وقدمت سلسلتين من الرسوم المتحركة بالصغار تحت اسم «بسنت ودياسطي» و»القبطان عزوز» ما سر ارتباطك نفسيا بالاطفال؟
سر ارتباطى بهم هو اننا عندما نفقد طفولتنا نبدأ فى التجمد والابتعاد عن الرغبة فى اكتشاف الدنيا واللعب.. فالارتباط بالاطفال يعطينى هذه الطاقة والقدرة.. كما اننى اشعر دائماً أننا علينا حقوق يجب تقديمها لهم كما ساعدنا الأكبر منا حين كنا صغاراً.
> ما رأيك فى السوشيال ميديا وعلاقتها بالفنانين؟
وسائل التواصل الاجتماعى مساحة مهمة جدا للتفاعل والظهور والتواصل، لها بالطبع عيوب ومميزات مثل عيوب ومميزات أى شيء آخر.. فلو ذهبت لحفلة او مجتمع مفتوح بمزيج من كل أنماطه ستجد به نفس عيوب ومميزات السوشيال ميديا أن يسئ احد فهم الآخر وأن يود أحدهم الظهور لمجرد الظهور فهى عيوب تحدث فى أى تجمع بشر مختلفين.. ولكن تظل وسيطاً مهماً ومن يحسن استخدامها سيكون رابحاً فى النهاية.