الاستراحة
الحقيقة الكاملة لأطماع أردوغان الإستعمارية في المنطقة العربية!!
منذ زمن بعيد والوطن العربي يعيش ويرزح تحت الأطماع الاستعمارية، وما زال يئن ويعاني نتيجة الأطماع الاستعمارية والعدوانية، ونتيجة الخيرات والثروات والمقدسات التي تعج بها هذه المنطقة منذ الحروب الصليبية إلى الغزو العثماني إلى الاستعمار الغربي إلى أطماع أردوغان وتركيا ونظام إيران الشيطاني.
متى يدرك العرب المخدوعون بأردوغان أنه رجل عنصري لديه أطماع توسعية في الوطن العربي؟ وما يمارسه من عدوان لا يهدد سوريا أو ليبيا فقط؛ بل يهدد الأمن القومي العربي كله، وأنه ينفذ الأجندات الغربية القذرة، وأنه “المقاول” الجديد بعد النظام الإيراني لتدمير المنطقة وإشعال الحروب والفتن
حاليا المنطقة تعيش أطماع عدة محاور
تستغل الأوضاع والانقسام فيها لتحقيق أهدافها ولتبقى مؤثرة ومسيطرة على أجزاء منها؛ محور إيراني يحتل العراق وسوريا ولبنان وأجزاء من اليمن، ومحور تركي قطري إخواني يحاول السيطرة على ما تبقى في هذه المنطقة، يناوش في ليبيا واليمن وشمال سوريا ويؤلب أتباعه على بقية الأوطان العربية بشعارات شعبوية وتمويل سخي وأحلام ووعود تدغدغ عواطف الشعوب لإيقاد نار الفتنة والفوضى منعا للاستقرار لينفذ ويدخل ويتسرب هو وجماعاته المتطرفة من خلالها إلى هذه الأوطان، ومحور دولي يحاول يفرض نفسه لتبقى مصالحه ولتبقى فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي.
يهمين على سياسات وتوجهات أردوغان، حلم إحياء وإعادة الإمبراطورية العثمانية المزعومة التي تجسدت في خطاباته وسياساته العدائية تجاه دول المنطقة والجوار، والتي كشفت عن رغبة لشغل مكانة السلطان الجديد والخليفة المزعوم، هذه التوجهات وهذه الأطماع تُعيدنا إلى بدايات الدولة العثمانية وأسباب توجه أنظارها نحو الشرق والتي يحاول كثير من المؤدلجين تفسيرها بأنها من أجل خدمة الإسلام والمسلمين، بينما واقعها وحقيقتها لا يختلفان تماما عن تلك الأطماع التي تريد الاستيلاء على المنطقة من أجل أهداف خاصة، فلم يكن صراع العثمانيين مع الصفويين والبرتغاليين إلا من أجل التوسع واكتساب مناطق أخرى جديدة، والسيطرة على الموارد والثروات والمضائق المائية المؤثرة في اقتصاد وتجارة العالم، ومن أجل السيطرة على الأماكن المقدسة لتكسب الصبغة الدينية والشريعة أمام شعوب العالم الإسلامي.
هذه حقيقة الاستعمار العثماني البائس للوطن العربي التي حاول الكثير تجاهلها عن قصد وباختصار شديد، والذي أذاقه الويل والعذاب وجر عليه الفقر والمصائب وأسقطه في براثن الاستعمار الأوروبي بعد الحرب العالمية الأولى، وما يؤكد ذلك الوثائق العثمانية التي ظهرت مؤخرا والتي تؤكد سرقتهم للمقدسات الإسلامية وتخصيص عربات لنقل الأمانات المقدسة إلى إسطنبول، ووجود أوامر سلطانية لتوزيع كسوة الكعبة لوضعها على توابيت السلاطين العثمانيين، كذلك حين غزو نجد غزوها بجنود عرب وقليل من المرتزقة، فقد كانوا يجعلون العربي يقتل العربي وهم يفوزون بالمكاسب، كما يفعل أردوغان حاليا في سوريا وليبيا.
الكشف عن أطماع أردوغان إنما هو امتداد لاحتلال البلدان العربية وإحياء العثمانية البائدة التي لم تعد خافية بعد خداعه للشعوب وبمساعدة الإخوان والخونة والتلاعب عاطفيا بقضايا إسلامية وإظهار الوجه الوديع أمامهم وطعنهم بظهورهم مع أعدائهم، وما متاجرته بفلسطين والقدس عنهم ببعيد.
أطماع أردوغان جعلته يمنح الجنسية التركية مقابل القتال ويحقق أحلامه بدماء عربية، هذه الأطماع لا تقتصر على الغاز والنفط، بل يطمح في إقامة منطقة نفوذ تركية في سوريا وفي شمال أفريقيا، على طريقة النموذج القبرصي، منطقه لا سلم فيها ولا حرب، وبالتأكيد لا أفق لحل شامل قريب، لتبقى منطقة معزولة عن واقعها الجغرافي، وتعتمد وتبقى تحت سيطرة تركيا سياسيا واقتصاديا.
أردوغان يتعامل مع العرب والدول العربية بمنتهى الاستخفاف والعنصرية والعنجهية حتى تصريحاتهم يحرّفها وفق أهوائه، لهذا متى يدرك العرب المخدوعون بأردوغان أنه رجل عنصري لديه أطماع توسعية في الوطن العربي وما يمارسه من عدوان لا يهدد سوريا أو ليبيا فقط، بل يهدد الأمن القومي العربي كله، وأنه ينفذ الأجندات الغربية القذرة، وأنه “المقاول” الجديد بعد النظام الإيراني لتدمير المنطقة وإشعال الحروب والفتن التي يرهقون بها المنطقة وفق سيناريو ربما يكون متفقا عليه مسبقا.
فؤاد ديباحي