الاستراحة

كتاب جديد.. للباحث الجزائري كريم جدي

«نقد النقد عند جورج طرابيشي»

صدر مؤخرا كتاب “تجربة النقد ونقد النقد عند جورج طرابيشي” للباحث الجزائري كريم جدي عن مؤسسة دار الأمة وهو كتاب مهم في جانبه المنهجي والمعرفي حيث تناول بالدرس والتحليل جميع مدونات المفكر والمترجم والناقد السوري الراحل جورج طرابيشي بداية بسؤال النقد الأدبي في الفصل الأول الذي افتتحه بهذا المبحث ثم مأساة الترجمة في العالم العربي والإسلامي الذي تحدث فيه عن عامل الترجمة الفاعل في الخطاب الحضاري وأسباب موتها موغلا في ذلك داخل التاريخ العربي وتداعيات تدهورها على الحاضر والمستقبل ثم خطاب النهضة وهاجس الحداثة اللذان أرقا المفكر طرابيشي كونه يصف نفسه بداعية التجديد النهضوي داخل المجال التداولي للثقافة العربية والإسلامية وقد كان الفصل الأول من الكتاب يتحدث عن طرابيشي من النقد الأدبي إلى النقد الفلسفي
أما الفصل الثاني فخصصه الباحث كريم جدي لقراءة نقد طرابيشي لمشروع الجابري نقد العقل العربي مفتتحا هذا الكتاب بالدواعي والأسباب التي جعلت من طرابيشي يسجن نفسه زهاء ربع قرن لدراسة مشروع الجابري الضخم من خلال أعماله التأسيسية مثل كتاب نظرية العقل وكتاب وحدة العقل العربي والإسلامي وكتاب العقل المستقيل وكذلك أعماله الشارحة مثل كتاب من اسلام القرٱن إلى إسلام الحديث وكذا كتاب المعجزة أو سبات العقل.
وقد خلص الباحث كريم جدي إلى أن هناك مجموعة من النقاط التي شكلت مكمن الاختلاف في الرؤية الطرابيشية للرؤية الجابرية فبينما يعلق هذا الأخير أسباب أفول العقلانية العربية والإسلامية إلى عوامل خارجية وعلى مشجب الغير ..يرى طرابيشي بأن الذات العربية والإسلامية هي التي تتحمل مسؤولية تدهور الرصيد الحضاري والعقلاني للعقل العربي اي بفعل عواضل بنيوية داخلية ..
الكتاب يتوزع على فصلين مسبوقان بمقدمة للباحث كريم وتقديم للناقد والمترجم أزراج عمر أستاذ الدراسات الثقافية بلندن أوضح فيه الخريطة العامة لمنهجية البحث والأسباب المباشرة وغير المباشرة ثم جاءت الخاتمة للم شتات النتائج التي خلص إليها الباحث في منجزه هذا
الكتاب يتناول موضوعا قلما تطرقه الدراسات النقدية وهو مجال النقد الفلسفي والابستيمولوجي في شقه التطبيقي متخذا من جورج طرابيشي كنموذج للدراسة لتبيان أن النقد ليس حكرا على المجال الأدبي وأن الممارسة النقدية تتعدى إلى مجالات أخرى كالفلسفة وعلم الاجتماع والانتروبولوجيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى