الأخبار الآن

النقشبندى.. سلطان المداحين أنشودته «مولاى إنى ببابك» يرددها الملايين

يعتبر فى عالم القراءة والتلاوة والتجويد والإنشاد والابتهال فى مرتبة رفيعة تخطت حدود الجغرافيا فى مصر التى ولد بها واخترق الآفاق إلى كل الدول.. من المتصوفين الذين نهلوا من عالم التصوف وعاشوا  سنوات مملوءة بالأداء والابتهال الرفيع المستوى وصار صوته مضرب الأمثال بحسه الإيمانى والروحى والبديع الذى يسر الألباب ولا يمل المستمع من الاستماع إليه، فقد حلق بابتهالاته إلى آفاق رحبة وسمو روحانى وامتلك آذان مستمعيه فى العالم الإسلامي، وأعتقد أنه لا يوجد مسلم على ظهر الأرض فى العقود العشرة الأخيرة لم ينصت لابتهالاته أو يردد إحدى إنشادته وتواشيحه، فقد صار مثلاً يحتذى به فى التقوى والورع وظل صوته متفرداً ومتميزاً، فمن منا لم يتوقف طويلاً عند إنشاده بكلمات «مولاى إنى ببابك قد بسطت يدى من لى ألوذ به إلاك يا سندي، أقوم بالليل والأسحار ساجية أدعو وهمس دعائى بالدموع ندى»، من منا لا تسمو أحاسيسه وتطرق باب قلبه كلمات لا تحتاج إلى استئذان بصوته الشجى الهادئ المريح، إنه الشيخ سيد محمد النقشبندى.

ففى صوته بشارة واستبشار إيذاناً بدخول شهر رمضان المبارك، حيث تملأ ابتهالاته إذاعات وشاشات العالم بصوته الذى يلامس السحاب مُشكلاً مدرسة مستقلة من الإنشاد والابتهالات والقراءات الدينية، ففى سماع صوته إحساس دينى عميق ملفوف بالمشاعر لدى المستمع الذى يطير مع كلماته بلا أجنحة من حلاوة الصوت وطيب الكلمات.

النقشبندى ليس عند الجميع منشداً أو قارئاً للقرآن، بل صوت روحانى بموهبة حباها الله بطبقات فريدة، واللافت أن صوته سبقه إلى الشهرة قبل أن تبدأ الإذاعة بإذاعة ابتهالاته، فالرجل عاشق للابتهالات منذ ولادته فى عشرينيات القرن الماضى حتى وفاته عام 1976، وكان صوته يجلجل بالابتهالات القرآنية لدرجة أنه مات فى مبنى الإذاعة والتليفزيون، عندما فاجأته أزمة قلبية فى 14 فبراير 1976، بينما كان قد فرغ من.

أحد تسجيلاته بالتليفزيون نال صوته استحسان العامة والرؤساء والمسئولون ورجال الفن وتجاربه بالقرب كبار الملحنين الذين تسابقوا على التلحين له، فهو فعلاً صوت سماوى اتخذ من القراءات القرآنية والابتهالات طريقاً إلى قلوب الملايين الذين مازال يسكن قلوبهم، وهو أيضا صاحب الابتهالات الشهيرة «مولاى إنى ببابك، ورسولك المختار، ويارب إن عظمت ذنوبي، والنفس تشكو»، مآثر كثيرة تجعله فى الذاكرة الحية فى كل مناسباتنا الدينية، فهو لم يكن مجرد مداح، بل كان وصلة حب فى ذكر الحبيب رسولنا الكريم، وقد لقبه المسلمون والأقباط بلقب أحبه «شيخ المداحين».

بوفاته، فقدت الأمة الإسلامية قارئاً منشداً ومبتهلاً كبيراً ترك إرثاً مهماً فى مدرسة الابتهالات، ومع تجربته باتت له مدرسة خاصة هى مدرسة «النقشبندي».

النشأة

وسط الدلتا فى مركز طلخا، ولد سيد محمد النقشبندى فى 7 يناير 1920 فى قرية دميرة القريبة من المنصورة بمحافظة الدقهلية، لم يكن يدرى أحد فى هذه القرية الصغيرة بريف مصر أن هذا الطفل الصغير سيكون قيثارة الإنشاد الدينى وكثير من أبناء مصر من واقع اسمه يتخيلون أنه لم يولد فى الدلتا، بل إنه جاء من بلاد ما وراء النهر بخارى أو نقشبند، لكنه من واقع الولادة مصرى أصيل من طين الأرض المصرية.

فى ريف مصر كان المصريون وسط عاداتهم الشعبية يضعون جهاز الراديو فى أبواب منازلهم ويستمعون للقرآن وقبل الأذان يظهر صوت سيد النقشبندى وهذا يعنى أن الأذان للإفطار بعد دقائق، فكان صوت النقشبندى «مدفع إفطار» مستقلاً للصائمين.

الهجرة الأولى من دميرهطهطا

تنقسم حياة سيد محمد النقشبندى إلى عدة أقسام بحسب هجرته من قريته دميرة إلى مدينة طهطا بمحافظة سوهاج عام 1928 وتحديداً فى العزبة البيضاء وظل بها ربع قرن، وفى هذه المدينة بالصعيد الجوانى حفظ القرآن فى أحد كتاتيبها على يد شيخه أحمد خليل، ولاحظ محفظه أنه يمتلك موهبة الصوت والإلقاء والحفظ والتجويد فى آن واحد فقد كان يتسلل كعادة الأطفال إلى حلقات الذكر فى طهطا التى كان يعقدها أنصار الطريقة النقشبندية التى كان والده أحد أقطابها، وامتد إلى الذهاب إلى الموالد المنتشرة فى الصعيد للاستماع.

وكان قد حفظ القرآن الكريم، فذهب إلى مولد أبوالحجاج الأقصرى وسيدى عبدالرحيم القناوى وجلال الدين السيوطى وغيرهم، وخلال هذه الفترة وبذكاء فطرى حفظ أشعار البوصيرى وابن الفارض وغيرهما من المتصوفة.

بدأ صيته ينتشر فى مدن الصعيد الجوانى ويطلبونه بالاسم وغرق فى محراب الصوفية والإنشاد ويعود ذلك كما فى حوارات للنقشبندى إلى ما سجلته رحمة ضياء فى روايتها عنه التى نشرتها 2021 أن تأثره بالطريقة النقشبندية هو الشيخ محمد سليمان الذى يدين له بالفضل فى رعايته ويعتبره مثله الأعلى فى الاستقامة، خاصة بعد انفصال والده عن والدته وزواجها من آخر وكذلك والده، وكان الشيخ مرتبطاً جداً بوالدته وعند حديثه عنها كان يقول «أمي» أما عن والده يقول «الوالد»، مما يشير إلى أن علاقته بأمه كانت شديدة جداً والشيخ سليمان علمه مبادئ الطريقة النقشبندية.

الهجرة الثانية من طهطا إلى طنطا

فى الهجرة الأولى كان عمره «8 سنوات» من طلخا إلى طهطا، لكن ما إن شب عن الطرق  وتجول بين حلقات الذكر والليالى الدينية هاتفه حلم أنه رأى السيد البدوى وبحسب الرواية أنه ناداه أن يكون بالقرب منه، والمعروف أن السيد البدوى قادم من المغرب، ولم يكذب الشيخ سيد النقشبندى منامه وشد الرحال ليستقر فى طنطا وجاءها محملاً بشهرة كبيرة فى مجال الابتهالات والإنشاد بعد حياة متنقلة فى رحلة المديح والإنشاد وعاد إلى طنطا بوجبة إيمانية صقلتها جولاته فى الصعيد مع أنصار الطريقة النقشبندية.

بمجرد استقراره فى طنطا، فتحت له الأبواب، خاصة بعد قيام ثورة يوليو فى خمسينيات القرن الماضي،أصبح مطلوباً لإحياء ليالى الذكر، وتلقى فى الثلاثين من عمره دعوة من سوريا كما زار الأردن وإيران واليمن والمغرب العربى المغرمين بالتواشيح الأندلسية والنقشبندى يحبها أيضا وقلما نجد فندقاً فى المغرب لا يذيع ابتهالات للنقشبندى أو أغانى كوكب الشرق أو الفنان محمد عبدالوهاب.

لقاء أحمد فراج قلب حياته

فى عام 66 كان قد سافر النقشبندى إلى الدول الإسلامية الآسيوية كأندونيسيا، إضافة إلى دول الخليج وأفريقيا، وفى هذه الأثناء التقى الإذاعى الشهير أحمد فراج صاحب البرنامج الأشهر إذاعياً «نور على نور» وسجل معه بعض من ابتهالاته لبرنامجه وبرنامج «فى رحاب الله»، وهنا تهافتت البرامج على التسجيل معه ومنها برنامج «دعاء» ودخل مرحلة جديدة بين الابتهالات والإذاعة والتليفزيون ومريدين الإنشاد والذيوع.

التعاون مع الملحنين

فى مسار جديد، اشترك الشيخ سيد النقشبندى فى برامج تليفزيونية وشرع فى تقديم ابتهالات بألحان كبار الموسيقيين منهم محمود الشريف وسيد مكاوى وبليغ حمدى وأحمد صدقى وحلمى أمين، وعندما وصفه الدكتور مصطفى محمود بأنه مثل النور الكريم الفريد لم تسعه الدنيا وأنه يأسر القلوب والعقول وكان الدكتور مصطفى يكرر ذلك فى مجالسه عندما تأتى سيرة الشيخ سيد النقشبندى وكشف أن صوته طبقاً للخبراء 8 طبقات، أى أن صوته يتلألأ بين «الميتروسبرانو، والسوبرانو نفسه».

دخول الإذاعة

ابتسم الحظ للشيخ سيد بعد هذه الشهرة ودخل الإذاعة عام 1967 وهى من ترك فيها تراثاً كثيراً من القرآن الكريم والأناشيد والابتهالات النادرة، وهو المكان الذى أحبه وأخلص له وقدم فيه عصارة ابتهالاته، وهى أيضا الإذاعة والتليفزيون من قدماه إلى العالم بأعماله وتواشيحه وابتهالاته.

قصة ابتهاله «مولاي»

فى حياته علاقات كثيرة مع الملحنين والموسيقيين، ويظل ابتهاله «مولاي» قصة مع الفنان بليغ حمدى الذى كان يعتبر وقتها كميوبيد الألحان الرومانسية مثل اتفاقه مع وردة وميادة وقبلهما عبدالحليم حافظ، وجمعه مع الشيخ سيد النقشبندى علاقة مهنية كأروع ما تكون بين رجل مبتهل وموسيقى عبقري، وكان ذلك عام 1972 أثناء احتفال الرئيس السادات بحفل خطبة احدى بناته فى استراحة القناطر الخيرية وكان الشيخ سيد النقشبندى أحد المدعويين، حيث كانت تربطه بالسادات علاقة قديمة، وكان للنقشبندى فقرة ابتهالات فى حفل الخطبة لابنة الرئيس السادات.

السادات يوصى بليغ بالتعاون مع النقشبندي

فى هذه الليلة كما يروى الإذاعى الراحل وجدى الحكيم أن الرئيس السادات قال لبليغ حمدي: عايز اسمعك مع النقشبندي، وتم تكليف الحكيم بفتح استوديو الاذاعة لهما، وعندما وصل الكلام إلى مسامع الشيخ سيد النقشبندى وافق بخجل وإحراج، وانفرد بعدها النقشبندى مع الحكيم وقال له: ما ينفعش أنشد على ألحان بليغ، واننى متعود على الأناشيد والابتهالات الدينية، اعتقاداً منه أن اللحن سيفسد الخشوع الابتهالى الذى تعود عليه، وقال لوجدى الحكيم: قال على آخر الزمن يا وجدى أغني، وطلب منه الاعتذار لبليغ، وبمهارة نجح وجدى فى إقناع الشيخ سيد أن يستمع لألحان بليغ أولاً، وفى استديو الإذاعة وجلسا معاً نحو نصف ساعة، وبعد نصف ساعة دخل الحكيم فوجد الشيخ سيد النقشبندى قد خلع العمامة فى إشارة لإعجابه بألحان بليغ حمدي، وقال لوجدى الحكيم: بليغ دا جنا وفى هذا اللقاء خرجا بتلحين أنشودة «مولاى إنى ببابك» فى بداية تعاون بينهما امتد إلى ابتهالات أخرى بينها «أشرق المعصوم، أقول حتي، أى سلوى وعزاء، أنغام الروح، ربنا إنا جنودك، يا رب إن أمه، يا ليلة فى الدهر، ليلة القدر، دار الأرقم، اخوة الحق، ايها الساهر، ذكرى بدر».

وهناك 6 ابتهالات أخرى لحنها فى نفس اللقاء الأول الذى لحن فيه أنشودة «مولاي» بعد أن اختار بليغ ألحان وكلمات للشاعر عبدالفتاح مصطفي.

لم يتقاض أجراً

فى أنشودة «مولاي» التى شجعهما فيها الرئيس الراحل السادات لم يتقاض بليغ أو الشيخ سيد النقشبندى أجراً.. وأصبحت الأنشودة «مولاي» علامة بارزة من علامات الإذاعة المصرية ومازالت تحقق الشهرة والإعجاب لدى الأجيال المتعاقبة بعد نصف قرن من التعاون بينهما ورحيلهما.

وفاة المنشد الصوفي

قصة غريبة وفاة الشيخ سيد النقشبندى فى 14 فبراير 1976 فهو المنشد الذى تنبأ بوفاة والده عام 1955 أنه كان فى الإذاعة وسقط منه الميكرفون وصرخ بقوة «آه يا بوي» وفى الصباح جاء الخبر الحزين بوفاة والده قبل وفاة النقشبندى نفسه بعشرين عاماً تقريبا، ويتكرر الأمر وهاجس الموت يرافقه، فعقب انتهائه من تسجيل الابتهالات فى الإذاعة وعقب عودته وسقوطه جثة وجدوا فى جيبه ورقة مكتوباً فيها أشعر بأننى سأموت، أوصيكم بأولادى هذه الورقة مثيرة أيضا للجدل عقب وفاته فعلاً فى 14 فبراير 1976، ومات سلطان المداحين بعد رحلة مع القرآن والابتهالات والإنشاد، ترك سجلاً خالداً، ويكشف جامع تراث الشيخ سيد رضا حسن أن لديه مفكرة «فيثارة السماء» كان يكتب فيها يومياته وأعماله ويقيم نفسه ذاتياً بعد كل مناسبة.

ففى أوراق مدونته حول تعاونه مع بليغ حمدى فى يوم الأحد 17 اكتوبر 1971 بمناسبة زواج كريمته، وفى اليوم الثانى 18 اكتوبر 1971 لقاؤه بعبدالقادر حاتم وزير الإعلام وآخر بأول لقاء مع بليغ حمدى وورقة أخرى بمجموعة «أنغام الروح».

رحلته إلى العمرة

ذهب الشيخ للعمرة وأطلق عبقريته بالابتهال كما يقول د.محمود جامع طبيب الرئيس السادات، لكن لم تلق استجابة ولم يفهمه سامعوه وأنقذه من نقدهم معتمرون جزائريون فهموا مناجاته وقالوا إنه يناجى الله بطريقته وأوضح جامع فى حديث لـ «آخر ساعة» أن الشيخ سيد محمد النقشبندى سافر إلى مكة المكرمة مع مجموعة من أهالى طنطا فى ذلك الوقت وكان معه 65 فرداً استأجروا طائرة ودفع المقابل الشيخ سيد النقشبندى وكانت التكلفة 45 جنيهاً فى ذلك الوقت.

فى عزاء الشيخ المراغي

الشيخ سيد النقشبندى كان أيضا قارئاً مميزاً للقرآن الكريم وكان يحيى المآتم فى قرى سوهاج ومدن الصعيد، وفى عزاء الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الأزهر كان أحد القراء فى العزاء الذى أقيم بمركز المراغة، ونال استحسان حضور العزاء من علماء الأزهر والمسئولين الذين كانوا يقدمون واجب العزاء.

تكريم السادات

كرم الرئيس السادات الشيخ سيد محمد النقشبندى بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى كما كرمه  بعد وفاته الرئيس مبارك فى حفل ليلة القدر عام 1989 كما كرمته محافظة الغربية التى عاش فيها بإطلاق اسمه على أكبر شوارع طنطا الممتد إلى ميدان الساعة.

يقول حفيده إن جده عندما توفى لم يكن فى جيبه سوى 3 جنيهات ولم يترك أرضاً أو شيئاً لأنه كان يصرف كل ما يتحصل عليه للفقراء ويردد عبارة «ربنا أكرمنى كى نكرم خلقه».

مسجد الإمام الحسين

كان كثير الزيارة لمسجد الإمام الحسين وفيه سجل حلقاته مع الإذاعى أحمد فراج والمخرج مصطفى صادق وهى حلقات «فى رحاب الله» الذى أذيع فى إذاعة القرآن الكريم.

مكتبة النقشبندي

للنقشبندى مكتبة متنوعة بها كتب دينية ودواوين للقراء بينهم شوقى وحافظ وابراهيم والعقاد وطه حسين والمنفلوطي، وكان يحفظ نحو 10 آلاف بيت من الشعر وارتبط بالرئيس السادات منذ أول لقاء بينهما فى مدينة السويس، وكان النقشبندى يحيى مولد سيدى الغريب وهناك جلس السادات يستمع إليه حتى فرغ من إنشاده.

أول أجر

أول أجر حصل عليه كان جنيهاً واحداً نظير إحيائه ليلة فى قرية كوم بدر التابعة لطهطا، وبعدها أبلغوا مدير المديرية الشاعر عزيز أباظة عن حلاوة صوته، وبالفعل أحيا حفلا فى أسيوط، حيث كان عزيز مديراً للمديرية وألقى قصيدتا «سلوا كئوس الطلا، ويا جارة الوادي».

زواج النقشبندي

بعد أن مكث فترة مع أمه فى طهطا، قرر الزواج عام 1944 وتزوج زوجته الأولى وتدعى «صديقة» وذلك أثناء زيارته لمدينة قلين فى كفر الشيخ، وكان فى الثالثة والعشرين من العمر، وأقام هناك حيث والده كان يقيم فى هذه المدينة قبل أن يستقر به المقام فى طنطا الذى رفض ترك جواره.

يقول ابنه أحمد النقشبندى فى حديث سابق لمجلة «المصور»: إن والده رفض مغادرة طنطا وتمسك بالرواية التى رأها حول السيد البدوى ورفض رفضاً مطلقاً أن يترك طنطا.

أول تسجيلاته فى سوريا

كان أول تسجيلاته فى سوريا عام 1957، فقد أدى الحج عام 1956 وفى المدينة تقابل مع مجموعة من السوريين من بينهم الشيخ محمد على المراد 1918-2000 ودعاه لزيارة سوريا، ولبى الدعوة وأقام فى حماة وهناك أبدع المديح وكان أول تسجيل لدى الشيخ مراد، وهناك يعشقون صوته.

فيلم «الزوجة الثانية»

عرض عليه المشاركة فى فيلم «الزوجة الثانية» بمدح آل البيت، فقطع على المخرج الكلام وقال له: علاقتى بالسينما مشاهدة فيلم «الزوجة الثانية» الذى أعشقه.

أولاده

أنجب الشيخ سيد النقشبندى 8 أولاد، 4 من البنين و٤ بنات أكبرهم محمد توفى عام 1975 قبل وفاة الشيخ بـ 6 أشهر فى العشرين من عمره، والابن الثانى الشيخ أحمد والثالث ابراهيم مقيم فى الامارات والرابع السيد، أما البنات فهن فاطمة كانت تعيش فى طنطا وسعاد أيضا فى طنطا وكذلك رابعة وليلي.

علاقته بأم كلثوم وعبدالوهاب

كانت له علاقة قوية مع الفنانين ومستمعاً جيداً للفنان محمد عبدالوهاب ومستمعاً لأم كلثوم فى الأغانى الدينية «ولد الهدي» ورباعيات الخيام و»إلى عرفات الله».

الوفاة ورحلة الوداع للقاهرة

فى صباح يوم 13 فبراير وكان يوم جمعة وكان يدعو دعوة صلاة الجمعة فى مسجد التليفزيون وفضل المبيت فى القاهرة عند أخيه من أمه سعد حسين شرف وأمضى الخميس معه وطلب ورقة وقلماً من أخيه وكتب وصيته لأخيه وألا يفتحها إلا بعد الوفاة، وكانت الوصية هى الدفن بجوار والده والدته  مهما كانت الظروف وسلمه هدية الزوجة الثالثة وأن يكرمها وقال: لا داعى للمأتم يكفى نعى بالجرائد وكتب رقم هاتف يرجع إلى د.إبراهيم عوارة طبيبه وصديقه، وبعد عودته إلى طنطا زار الشيخ سيد عدد كبير كأنه يودعهم رغم أنه وصل طنطا عند المغرب وفضل أن يذهب منزله ودع الشيخ حامد الزفتاوى ومر على معظم أهله ووصل المنزل مجهداً، واتصل بصديقه الشيخ عبدالرحيم محمد دويدار وطلب منه الحضور وأبلغه أنه سيموت.

حاول الشيخ عبدالرحيم إخراجه من هواجسه، حيث كانت فكرة الموت قد سيطرت عليه وبعد أن نام استيقظ واتصل بالدكتور وأبلغه أن الألم عاوده فى صدره وذهب إلى مستشفى المبرة وفى حديث بين عوارة والدكتور محمود جامع أدخلاه الرعاية المركزة وقبل الفحص أسلم الروح إلى بارئها ليصلى عليه فى المسجد الحمدي، وشيع الجثمان الآلاف من القاهرة ودفن فى مقابر السادة الخلوتية بجوار مسجد محمد سليمان بحى البساتين بجوار قبر والده والدته حسب وصيته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى